من الشهوة والغضب ، وبهما وبإصلاح ذلك يتوصل إلى إصلاح ما في القلوب من الاعتبارات التي لا يعتريها شكّ وريب ، وذلك ما يبلغه العبد ، وبه يستحق اسم الخلافة لله المذكور في قوله : (وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ) ، ثم قال : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ، أي عالم بجميع ما ينطوي عليه من الضمائر الطيبة والخبيثة (١) ، وخصّ الصدور دون القلب إذ هي أعم (٢).
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ.)(٣). الآية.
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٧ / ٣٢٥) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٧٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٧).
(٢) قال الألوسي : «... إن ذات الصدور بمعنى الأشياء التي لا تكاد تفارق الصدور لكونها حالّة فيها ، بل تلازمها وتصاحبها أشمل من ذات القلوب ، لصدق الأولى على الأسرار التي في القلوب وعلى القلوب أنفسها ، لأن كلّا من هذين الأمرين ملازم للصدور باعتباره حالّا فيها دون الثانية ، لأنها لا تصدق إلا على الأسرار ، لأنها الحالة فيها دون الصدور ، فحينئذ يمكن أن يراد من ذات الصدور هذا المعنى الشامل ، ويكون التعبير بها لذلك» روح المعاني (٤ / ٩٨).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٥. ونصّ الآية : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).