ما أراد منهم الحكم وهو الثبات في الحرب والجد بالجوارح ، علّق الابتلاء بالجملة ، وحيث ما قصد المكارم من إصلاح الضمير ، من نقض الحزن ورفض الذعر ذكر الصدر ، وحينما ذكر الإيمان المحض ذكر القلب ، وكل موضع يذكر الله في القرآن العقل ، والإيمان ، فإنه يخصّ ذكر القلب ، وإذا أراد (١) ذلك وسائر الفضائل والرذائل ذكر الصدور ، وهذا إذا اعتبر بالاستقراء انكشف ، نحو ، قوله : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(٢) ، وقوله : (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(٣) ، وقوله : (أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(٤) ، وقوله : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)(٥) ، وقوله : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ)(٦) ، وقوله : (فِي / صُدُورِ النَّاسِ)(٧) ، ولما كان التمحيص أخصّ من الابتلاء كما تقدم خصّه بالقلب ، وهذه الأحوال الثلاث يترتب بعضها على بعض ، فبإصلاح العمل يتوصل إلى إصلاح ما في الصدور
__________________
(١) في الأصل : (ارا) بدون دال ، والصواب ما أثبته.
(٢) سورة الحجرات ، الآية : ١٤.
(٣) سورة الحج ، الآية : ٣٢.
(٤) سورة الصف ، الآية : ٥.
(٥) سورة العنكبوت ، الآية : ٤٩.
(٦) سورة الزمر ، الآية : ٢٢.
(٧) سورة الناس ، الآية : ٥.