الاستقبال ، وكأنه قيل : إن ضربتم في الأرض ، أو كلما ضربتم (١) قالوا ، واللام : (لِيَجْعَلَ اللهُ) لام العاقبة (٢).
قوله تعالى : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ...)(٣) الآية.
يقال : مت ومت ، والضم أقيس ، والكسر كثير (٤) ، والآيتان
__________________
(١) انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤) ، والأضداد ص (١٢١) ، والمسائل البصريات (٢ / ٨٩٠) ، الجنى الداني ص (٣٧٠) ، وجامع البيان (٧ / ٣٣٣ ـ ٣٣٥) ، وقد ذهب الفراء والطبري إلى ما ذهب إليه المؤلف. ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٨٥) ، وفيه توجيه آخر وهو أن (إذا) «ينوي عما مضى من الزمان وما يستقبل جميعا ... ولم يقل هنا : إذ ضربوا في الأرض ؛ لأنه يريد : شأنهم هذا أبدا ...» والتبيان (١ / ٣٠٤) وفيه توجيهان آخران : أحدهما أن (إذا) تراد بها الحكاية ، والثاني : أن يكون (كفروا) و (قالوا) فعلين ماضيين أريد بهما الاستقبال.
(٢) وتسمى لام الصيرورة ولام المآل ، ويؤتي بها لبيان ما يؤول إليه الأمر. انظر : اللامات (١٢٥) ، والجنى الداني (٩٨ ، ١٢١) ، وشرحه التسهيل لابن مالك (٣ / ١٣٦) ، والبحر المحيط (٣ / ١٠٠ ، ١٠١) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٩) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨٦) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٠٣ ، ١٠٤).
(٣) سورة آل عمران ، الآيتان : ١٥٧ ، ١٥٨ ونصهّما : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ* وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ).
(٤) قرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم برواية شعبة ويعقوب (متّم) بضم الميم في كل القرآن. وقرأ نافع وحمزة والكسائي وخلف (متّم)