اصحابه في شعار يرفع للصلاة (١) ، ومثل ذلك تشريف لهم أولا ، وتنبيه أن ما سبيله الاجتهاد فحقّه الاستعانة فيه بالآراء الكثيرة الصحيحة ، لينقدح منها الصواب (٢) ، وأمّا ما كان من الأمور الدنيوية كالمساحة والكتابة والحساب ، فمعلوم أنه كان مستغنيا بغيره في كثير منها ، بل قد صرّح في ذلك بقصوره (٣) فيما روي أنه
__________________
(١) يشير إلى حديث ابن عمر في بدء الأذان ، أخرجه البخاري في كتاب ـ الأذان ـ باب «بدء الأذان» رقم (٦٠٤). ورواه مسلم في كتاب ـ الصلاة ـ باب «بدء الأذان» رقم (٣٧٧). ورواه الترمذي في كتاب ـ الصلاة ـ باب «ما جاء في بدء الأذان» رقم (١٩٠) وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر. ورواه النسائي في كتاب ـ الأذان ـ باب «بدء الأذان» (٢ / ٢) ، وفي الكبرى رقم (١٥٠٧) وابن ماجه رقم (٧٠٧) كتاب الأذان ، ورواه أحمد في المسند (٢ / ١٤٨) ، وأبو عوانه (١ / ٣٢٦) ، وابن خزيمة رقم (٣٦١).
(٢) انظر ما ذكره الجصّاص في فوائد الاستشارة : أحكام القرآن (٢ / ٤١).
وانظر : البحر المحيط (٣ / ١٠٤).
(٣) الأولى عدم استخدام هذه اللفظة في حق النبي صلىاللهعليهوسلم ، لأنها تحتمل عدة معان ذكرها الراغب نفسه في المفردات ص (٦٧٣) قال : «وقصّر في كذا أي توانى ، وقصّر عنه : لم ينله ، وأقصر عنه : كف مع القدرة عليه ...» وأحسن من ذلك ما قاله الجصاص : «لم يكن للنبي صلىاللهعليهوسلم تدبير في أمر دنياه ومعاشه يحتاج فيه إلى مشاورة غيره ؛ لاقتصاره صلىاللهعليهوسلم من الدنيا على القوت والكفاف الذي لا فضل فيه». أحكام القرآن (٢ / ٤١ ، ٤٢).