أحد ، حيث قال بعضهم : ربما يقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «من / تناول شيئا فهو له» فنبقى بلا غنيمة (١) ، فعلى هذا يكون هذا القول ثناء عليه صلىاللهعليهوسلم ، وقال بعضهم : بل ذلك حثّ للنبي على التعفف ، وإن كان معلوما أنه لا يغلّ (٢) ، كقوله : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)(٣) ومن قرأ يغلّ (٤) فقد قيل : نهي للناس أن ينسبوا ذلك إلى النبي
__________________
(١) روى الطبري قول الضحاك ولفظه : عن الضحاك : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ) يقول : ما كان لنبي أن يقسم لطائفة من أصحابه ويترك طائفة ، لكن يعدل ويأخذ في ذلك بأمر الله عزوجل ، ويحكم فيه بما أنزل الله. جامع البيان (٧ / ٣٥١) ، وأشار إليه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٠٣). وأما القول الذي ذكره الراغب فقد ذكره البغوي في معالم التنزيل (٢ / ١٢٦) ونسبه للكلبي ومقاتل. وكذلك ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٤٩٠) ، والنيسابوري في غرائب القرآن (٢ / ٣٠٠) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٣ / ١٠٦) ، ونسبه ابن عطية للنقاش في البحر المحيط (٣ / ٢٨٤).
(٢) ذكر الطبري أن هذا المعنى على قراءة من قرأ (يغل) بفتح الياء وضم الغين. قال : فتأويل قراءة من قرأ ذلك كذلك : ما ينبغي لنبيّ أن يكون غالّا ، بمعنى أنه ليس من أفعال الأنبياء خيانة أممهم. ثم روى هذا المعنى عن السدي ومجاهد ، واختاره. انظر : جامع البيان (٧ / ٣٥٢ ـ ٣٥٤) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٩٩).
(٣) سورة الزمر ، الآية : ٦٥.
(٤) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ، ويعقوب برواية روح وزيد (أن يغلّ)