يقف كلّ موقفه الذي يستحقه.
قوله تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ...)(١) الآية.
المنّة : / استكبار النعمة بالفعل أو بالقول (٢) ، فأما بالفعل فحسن ، وأما بالقول فما لم يكن فيه وعظ ممن له الوعظ فمستقبح (٣) ، ولذلك قيل : المنّة تهدم الصنيعة (٤) ، وقوله :
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٤. ونصّها : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
(٢) قال الخليل : «المن : الإحسان الذي تمن به على من لا يستثنيه ، المنة الاسم».
انظر : العين (٨ / ٣٧٤). ونقل الأزهري عن الزجاج قال : جملة المنّ في اللغة : ما يمن الله به مما لا تعب فيه ولا نصب ... ومن صفات الله تعالى المنان ، ومعناه : المعطي ابتداء ، ولله المنة على عباده ، ولا منة لأحد منهم عليه ... والمنة : العطية. تهذيب اللغة (١٥ / ٤٧٠ ، ٤٧١) وانظر : مجمل اللغة ص (٦٥٠) ، والمفردات ص (٧٧٧ ، ٧٧٨) ، والقاموس (١٥٩٤).
(٣) فصّل الراغب مراده بهذا التقسم في المفردات ، فقال : والمنة : النعمة الثقيلة. ويقال ذلك على وجهين : أحدهما : أن يكون ذلك بالفعل ، فيقال : منّ فلان على فلان ، إذا أثقله بالنعمة ... وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله. والثاني : أن يكون ذلك بالقول ، وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة. المفردات ص (٧٧٧).
(٤) انظر : أمثال أبي عبيد ص (٦٦) ، مجمع الأمثال (٢ / ٢٨٧) ، والمستقصى