الناس أخياف (١) وشتّى في الشيم |
|
وكلّهم يجمعهم بيت الأدم (٢) |
ولتفاوت درجاتهم وتفاوت ثوابهم وعقابهم ما روي أن الجنة درجات والنار دركات (٣) ، ونبّه بقوله : (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)(٤) ، أنه لا يخفى عليه ما يتحرّاه كل واحد ، فإذن
__________________
(١) أخياف : أي مختلفون. انظر : مختار الصحاح ص (١٩٥).
(٢) هذا الرجز في عيون الأخبار (٢ / ٤) ، وهو من شواهد اللسان مادة «أدم» (١٢ / ١٣). وتفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن (١ / ٢٨).
(٣) يدلّ على درجات الجنة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله» أخرجه البخاري في كتاب الجهاد ، باب «درجات المجاهدين في سبيل الله» رقم (٢٧٩٠) ، وروى أبو هريرة أيضا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام» أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة ، باب «ما جاء في صفة درجات الجنة» رقم (٢٥٢٩) ، ورواه أحمد (٢ / ٣٣٥ ، ٢٩٢) ، والحاكم (١ / ٨٠) وقال الترمذي : حسن صحيح. وأما دركات النار فيدل عليها قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) [النساء ، ١٤٥] وما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب ، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه» أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب «أهون أهل النار عذابا» رقم (٢١٢).
وفي حديث العباس أنه قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ، فهل نفعه ذلك؟ قال : «نعم! وجدته في غمرات من النار ، فأخرجته إلى ضحضاح».
رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب «شفاعة النبي صلىاللهعليهوسلم لأبي طالب» رقم (٢٠٩).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٣.