قيل : هي صفة لمن اتبع رضوانه (١) ، وبيّن أنه كما أن من باء بسخط من الله مأواه جهنم ، فمن اتبع رضوانه هم ذوو درجات عند الله أي ثواب كبير ، والصحيح أنه قسّم الناس في الأولى قسمين : فائزا برضوانه وبائيا بسخطه ، وبيّن في هذه أن القسمين كل واحد بين البعض والبعض تفاوت (٢) ، وذاك أن الناس إذا اعتبروا فمن بين ملك مقرب ، كما قال : (إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)(٣) ، وبين أخسّ بهيمة ، كما قال : (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ)(٤) ، وما بينهما بحيث لا يمكننا حصره ، ولذلك قيل في المثل :
__________________
(١) وهذا القول منقول عن مجاهد والسدي وابن جبير وأبي صالح ومقاتل ، والمعنى أن من اتبع رضوان الله له منازل عند الله كريمة. انظر : جامع البيان (٧ / ٣٦٧) ، والوسيط (١ / ٥١٦) ، وتفسير السمعاني (١ / ٣٧٥) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٨٧) ، والبحر المحيط (٣ / ١٠٨) ، وغرائب القرآن (٢ / ٣٠٢).
(٢) وهذا قول ابن عباس وابن إسحاق والحسن والكلبي واختاره الطبري.
انظر : جامع البيان (٧ / ٣٦٧) ، والوسيط (١ / ٥١٦) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٧٥) ، ومعاني التنزيل (٢ / ١٢٩) ، (٤ / ٢٦٣) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٠٢) ، والبحر المحيط (٣ / ١٠٧) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٠٠).
(٣) سورة يوسف ، الآية : ٣١.
(٤) سورة المائدة ، الآية : ٦٠.