فيقول : أنا الزكاة التى منعتني» (١) ، وعلى هذا قوله تعالى / : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ)(٢) إلى قوله : (فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ)(٣) ، ونبّه بقوله : (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٤) على انتقال ما في أيديهم إليه ، كما قال : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(٥) ، ونبّه أن ما خوّلهم لو أنفقوا على ما يجب وكما يجب لاستحقوا ثوابا ، فلمّا لم يفعلوا ذلك انتقل عنهم ، وصار عقوبة لهم ، وكأنّه إلى مقتضى معناه أشار من أوصى ، فقال : اكتبوا هذا ما خلّف فلان يسوءه وبنوه
__________________
ـ الواو الثقيلة ، أي يصير له ذلك الثعبان طوقا. فتح الباري (٣ / ٢٧٠).
(١) ورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة عن ابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٤٣٣ ـ ٤٣٧) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٢٧) ، والبخاري في صحيحه ، كتاب الزكاة ، باب «إثم مانع الزكاة» رقم (١٤٠٣) ، والنسائي كتاب الزكاة ، باب «التغليظ في حبس الزكاة» (٥ / ١١) ، والترمذي كتاب التفسير ، باب «من تفسير سورة آل عمران» رقم (٣٠١٢) وقال : حسن صحيح. وابن ماجه كتاب الزكاة ، باب «ما جاء في منع الزكاة» رقم (١٧٨٤) ، وأحمد (٢ / ٢٧٦).
(٢) سورة التوبة ، الآية : ٣٤.
(٣) سورة التوبة ، الآية : ٣٥.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٠.
(٥) سورة الأنعام ، الآية : ٩٤.