غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ)(١) ، ونبّه بقوله : (وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ) أنهم ارتكبوا من المعاصي ما هو مثل هذا القول ، أو أكثر منه ، ولم يقل (بِغَيْرِ حَقٍّ :) أن في قتل بعض الأنبياء حقّا ، ولكن جعل ذلك حالهم على العموم ، أي هو في كل حال على غير حق (٢) ، وكتب ذلك قيل : هو على الحقيقة ، وقيل : هو على طريق المثل ، عبارة عن حفظه ، وأنه لا ينسى (٣) ، واعلم أن الكتابة جعلها الله لنا عونا
__________________
ـ «ومقالتهم هذه إما على سبيل الاستهزاء بما نزل عن طلب الإقراض ، وإما على سبيل الجدل والإلزام ، لأن من طلب الإقراض كان فقيرا ، وإما على الاعتقاد ، ولا يستبعد ذلك من عقولهم ...» البحر المحيط (٣ / ١٣٥). (١) سورة المائدة ، الآية : ٦٤.
(٢) وأكثر من ذلك أنهم كانوا يعتقدون عدم جواز قتل الأنبياء. قال الجمل : «قوله : (بِغَيْرِ حَقٍّ) : أي حتى في اعتقادهم ، فكانوا يعتقدون أن قتلهم لا يجوز ولا يحل ، وحينئذ فيناسب شن الغارة عليهم» الفتوحات الإلهية (١ / ٣٤١).
(٣) مرتبة الكتابة من مراتب القدر التي أجمع أهل السنة على إثباتها. قال الإمام ابن القيم : «أجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب» ، شفاء العليل ص (٨٥).
وانظر : الإبانة لابن بطة (٢ / ٩) ، العقيدة الواسطية لابن تيمية شرح الفوزان ص (١٦٤) ، وقال أبو حيان : «الظاهر إجراء الكتابة على أنها حقيقة ، قال بذلك كثير من العلماء ، وأنها تكتب الأعمال في صحف ، وأن تلك الصحف هي التي توزن ، ويحدث الله سبحانه وتعالى فيها الخفة