قيل : قد قال بعضهم : الزبور هو الكتاب المقصور على الحكمة العقلية دون الأحكام الشرعيّة (١) ، والكتاب في تعارف القرآن ما يتضمن الأحكام (٢) ، ولهذا جاء في عامة القرآن كتاب وحكمة ، ففصل بينهما لهذا ، واستعمل الكتابة في معنى الإيجاب (٣) ، فعلى هذا اشتقاقه من زبرت الشيء أي حكمته (٤) ، وقيل : الزبور اسم لما أجمل ولم يفصّل ، والكتاب يقال لما قد فصّل ، قيل : واشتقاقه من الزّبرة أي القطعة من الحديد التي تركت بحالها (٥) ، وعلى هذا قال الشاعر :
__________________
(١) قال الزجاج : «(الزبر) جمع زبور ، والزبور : كل كتاب ذو حكمة. يقال : زبرت إذا كتبت ، وزبرت إذا قرأت». معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٩٥) وانظر : البحر المحيط (٣ / ١٣٨) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٢٢).
(٢) انظر : الصحاح (١ / ٢٠٨) ، والمفردات ص (٧٠١).
(٣) انظر : غريب القرآن للسجستاني ص (٣٩٤) ، والأفعال ص (٦٥).
(٤) في الأصل (حسنته) والصواب ما أثبته. قال الأزهري : «وأصل الزبر : طي البئر ، إذا طويت تماسكت واستحكمت. والزبر الزجر : لأن من زبرته عن الغي فقد أحكمته». تهذيب اللغة (١٣ / ١٩٦). قال ابن فارس : «الزبر يدل على أصلين : أحدهما : إحكام الشيء وتوثيقه». انظر : معجم مقاييس اللغة ص (٤٦٨).
(٥) قال الجوهري : الزّبرة : القطعة من الحديد والجمع زبر. قال الله تعالى : (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ). وزبر أيضا ، قال تعالى : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً). أي : قطعا. الصحاح (٢ / ٦٦٦) وقال الأزهري : «وزبرة الحديد : قطعة ضخمة منه» تهذيب اللغة (١٣ / ١٩٧) وانظر : العين (٧ / ٣٦٢) ، والمفردات ص (٣٧٧).