وما السيف إلا زبرة لو تركتها |
|
على الحالة الأولى لما كان يقطع (١) |
وقيل : الزبور ها هنا اسم للزاجر من قولهم : زبرته أي زجرته (٢) ، قال : وبيّن أنه تعالى أتاهم بالآيات الدالة على الوحدانيّة والنبوّة ، وبالمزاجر المعنيّة بقوله : (فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)(٣) وهذا تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم وعتاب له ، فقد روي أنه قال : «ما لقي أحد في الله ما لقيت» (٤) ، فنبّه أن حال الأنبياء قبله كحاله ، وحال قومهم كحال قومه ، وليس / الشرط في نحو هذا الموضع للشك ، كما تصوره بعض المفسرين ، فأخذ يتخبط في جوابه ، وإنما ذلك
__________________
(١) البيت لأبي تمام ، وهو في ديوانه (٢ / ٣٣٤).
(٢) قال ابن منظور : «وزبره يزبره ـ بالضم ـ عن الأمر زبرا : نهاه وانتهره».
لسان العرب (٤ / ٣١٥). وانظر : الأفعال لابن القوطية ص (٢٨٧) ، والفروق ص (٣٢١). وقال أبو حيان : «والزبر : جمع زبور ، وهو الكتاب ، سمي بذلك ، قيل : لأنه مكتوب ، إذ يقال : زبره : كتبه ، أو لكونه زاجرا من زبره : زجره». البحر المحيط (٣ / ١٣٨). وانظر : تفسير السمعاني (١ / ٣٨٦) ، والفتوحات الإلهية (١ / ٣٤٣).
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ٤٢.
(٤) ورد نحو ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت للنبي صلىاللهعليهوسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال : «لقد لقيت من قومك ما لقيت ...» الحديث أخرجه البخاري رقم (٣٢٣١) كتاب بدء الخلق. ومسلم رقم (١٧٩٥) كتاب الجهاد والسير.