للتحقيق (١) ، ومورده كقياس شرطي موجب للحكم (٢) ، وبيانه إن كذّبوك فقد كذّبوا من صدّقك ، وقد صدّقك الرّسل قبلك ، فإذا كذّبوك فقد كذّبوا رسلا من قبلك.
قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ...)(٣) الآية.
[الفوز](٤) : إدراك الأمنيّة. والمفازة في قوله : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ)(٥) مصدر ، ويقال للمهلكة : مفازة تفاؤلا ، والصحيح أنّهم لمّا رأوها تارة سببا للفوز ، وتارة سببا للهلاك سمّوها بالاسمين ، وذلك بنظرين مختلفين (٦) ، وكذا قولهم : هلك ، وفاز ، إذا مات ،
__________________
(١) ذكر ابن قتيبة أنّ : (إن) تأتي بمعنى (إذ) و (لقد) ، وكذلك قال الفيروزآبادي.
انظر : تأويل مشكل القرآن ص (٣٥٢) ، وبصائر ذوي التمييز (٢ / ١١٨).
(٢) القياس الشرطي هو قياس مركب من قضايا شرطية ، وهو المشتمل على النتيجة أو نقيضها بالفعل نحو : «لو كان النهار موجودا لكانت الشمس طالعة ، ولو لم يكن النهار موجودا ما كانت الشمس طالعة ، فالنتيجة في الأخيرة ونقيضها في الأولى مذكوران بالفعل». الكليات ص (٧١٥) وانظر : التعريفات ص (١٩٥).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٥. ونصها : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ).
(٤) ليست في الأصل والسياق يقتضيها. وقال في المفردات : «الفوز : الظفر بالخير مع حصول السلامة». المفردات ص (٦٤٧).
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٨.
(٦) قال ابن فارس : واختلف في المفازة ، فقال قوم : سميت تفاؤلا بالسلامة