الطول والعرض؟ وهل هما على تقديرك ووضعك كالصعود والحدور ، أم هما شيئان مختلفان بالذات؟ وذاك أن الطول والعرض من خواص / الجسم ، فالطول معتبر بالجانب الذي منه ينشأ وإليه ينشأ. والعرض بالجانبين الآخرين ، وذلك متصور في الحائط والثوب والبيت ، وقد يقال ذلك باعتبار الوضع في أشياء كثيرة ، وقد وقع شبهة على من لم يتمهر في المعقولات ، ولم يتجاوز منزل المحسوسات ، وقال : إذا كانت الجنة في السماء الرابعة على ما روي في الخبر (١) فكيف يكون عرضها عرض السموات؟ فجاء قوم من اليهود إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إذا كانت الجنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فأجابهم صلىاللهعليهوسلم فقال : «سبحان الله إذا جاء النهار فأين الليل»؟ (٢) ، وهذه
__________________
(١) رواه أبو نعيم في «صفة الجنة» رقم (١٣٤) بلفظ : «الجنة فوق السماء الرابعة». وورد في بعض الأخبار أنها فرق السماء السابعة. انظر : حادي الأرواح لابن القيم ص (٩٦) الباب الثالث عشر : في مكان الجنة وأين هي.
(٢) ورد هذا الخبر من حديث أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا محمد! أرأيت جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أرأيت هذا الليل قد كان ، ثم ليس شيء ، أين جعل؟» قال : الله أعلم قال : «فإن الله يفعل ما يشاء» أخرجه ابن حبان رقم (١٠٣) كما في الإحسان (١ / ٣٠٦ ، ٣٠٧) ، والبزار رقم (٢١٩٦