فهو أبلغ من قولك : لم يجبه ، إذ فيه / تنبيه أنه تعالى لا يضيع عمل من لم يخرج عن الإيمان بشرك ، كما قال تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)(١) ، وذكر الذكر والأنثى ، فقد روي أنّ أمّ سلمة (٢) قالت : يا رسول الله ، ما بال الرجال يذكرون في الهجرة دون النساء؟ فأنزل الله ذلك (٣) ،
__________________
ـ وذكر ابن عطية وابن كثير هذا البيت مع اختلاف في الشطر الأول حيث أورداه هكذا :
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى |
|
فلم يستجبه عند ذاك مجيب |
وقد ذكر أن قوله : (فلم يستجبه) في هذا البيت بمعنى : فلم يجبه. انظر : المحرر الوجيز (٣ / ٣٢٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤١٧).
(١) سورة النساء ، الآية : ٤٨.
(٢) هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية ، أم المؤمنين كانت ممن أسلم قديما وهاجرت إلى الحبشة ، تزوجها النبيّ صلىاللهعليهوسلم سنة ٤ ه بعد وفاة زوجها أبي سلمة ، توفيت سنة ٦٢ ه في خلافة يزيد بن معاوية. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٠١) ، الإصابة (٨ / ٤٠٤) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٥٥) ، وتقريب التهذيب ص (٧٥٤).
(٣) رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٤٨٦ ـ ٤٨٨) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٤٤) ، وابن المنذر في تفسيره (ق ٩٩ ـ مخطوط) ، وسعيد بن منصور (٣ / ١١٣٦) ، والواحدي في أسباب النزول ص (١٣٩) ، والترمذي في كتاب التفسير ، باب «تفسير سورة