الوجهان المذكوران في قوله : (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ)(١) ، وقيل : عنى بذلك ما قاله صلىاللهعليهوسلم : «الدنيا جنّة الكافر وسجن المؤمن» (٢) ، تنبيها أن المؤمن يتبرم بها شوقا إلى ما أعدّ له ، والكافر يطمئن إليها ، ويشتاق إليها عند فراقها مع ما (٣) فيها من الشوائب لما أعدّ له من العذاب ، وقال عبد الله (٤) : ما من نفس برّة ولا فاجرة إلا والموت خير لها ، ثم تلا هذه الآية في الأبرار. وتلا قوله : (إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً)(٥) في الفجار (٦).
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٥. وانظر : الوجهين المذكورين ص (٤٨٢ ، ٤٨٣) من هذه الرسالة.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق رقم (٢٩٥٦). والترمذي في الزهد ، باب «ما جاء أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» رقم (٢٣٢٤) ، وابن ماجه في ـ الزهد ـ باب «مثل الدنيا ...» رقم (٤١١٣). وأحمد في المسند (٢ / ٣٢٣ ، ٣٨٥ ، ٣٨٩) ، وفي الزهد (١٥١) ، والحاكم في المستدرك (٤ / ٣١٥) ، وأبو نعيم في الحلية (٦ / ٣٥٠) ، وأبو يعلى في مسنده (١١ / ٣٥٢) رقم (٦٤٦٥) ، وابن حبان (٢ / ٤٦٣) رقم (٦٨٧) ، والبغوي في شرح السنة رقم (٤١٠٤ ، ٤١٠٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) رسمت في الأصل هكذا (معما) والصواب المثبت.
(٤) أي ابن مسعود رضي الله عنه.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٧٨.
(٦) الأثر رواه عبد الرزاق في تفسيره (١ / ١٤٢) ، والطبري في جامع البيان