قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ)(١) الآية.
الخشوع : كالخضوع ، لكن أكثر ما يقال في الخشوع ما اعتبر فيه حال القلب ، والخضوع فيما اعتبر فيه حال الجوارح ، وإن كان يستعمل كل واحد منهما في موضع الآخر (٢) ، فقول الحسن : الخشوع ثبات الخوف في القلب (٣) ، وقول غيره : هو ما يظهر من الخضوع الدال على الخوف من عقاب الله (٤) ، واحد في الحقيقة ،
__________________
ـ (٧ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، ٤٩٥) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٤٦) ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٨) ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأقرّه الذهبي. وذكره ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (١ / ٤١٩). وعزاه لابن أبي حاتم وعبد الرزاق. وذكر العلامة أحمد شاكر في حاشيته على الطبري أن هذا الأثر له حكم الرفع ، لأنه مما لا يدرك بالرأي ، وهو قول وجيه ، والله تعالى أعلم.
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٩. ونصّها : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ).
(٢) انظر : بحر العلوم (١ / ٣٢٦) ، والفروق ص (٢٧٣ ، ٢٧٤) ، والمفردات ص (٢٨٣ ، ٢٨٦).
(٣) ذكره الألوسي في روح المعاني (٤ / ١٧٤) ، ونسبه للحسن.
(٤) انظر مدارج السالكين (١ / ٥٥٨).