وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ)(١) ، الثاني : أن المدعوّ به في الآخرة سريع وقوعه (٢) وإن كان في ظنّ الكافرين بطيئا حصوله (٣).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(٤) الصبر أعمّ من المصابرة ، إذ كان يقال فيما يتصوّر فيه فاعل واحد ، والمصابرة ، يقال فيما يتصوّر فيه فاعلان متقابلان (٥) ، والصبر : حبس النفس على ما يحمد ،
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٨.
(٢) في الأصل : (ووقوعه) بتكرار الواو.
(٣) قال ابن الجوزي : وفي معنى سرعة الحساب خمسة أقوال : أحدها : أنه قلّته ، قاله ابن عباس. والثاني : أنه قرب مجيئه ؛ قاله مقاتل. والثالث : أنه لما علم ما للمحاسب وما عليه قبل حسابه ، كان سريع الحساب لذلك. والرابع : والله سريع المجازاة ، ذكر هذا القول والذي قبله الزجاج. والخامس : أنه لا يحتاج إلى فكر ورويّة كالعاجزين ؛ قاله أبو سليمان الدمشقي ـ عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون الدمشقي ، ت ١٩٥ ه ـ. انظر : زاد المسير (١ / ٢١٦).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٢٠٠.
(٥) قال الطبري : «(وصابروا) يعني وصابروا أعداءكم من المشركين ، لأن المعروف من كلام العرب في المفاعلة أن تكون من فريقين ، أو اثنين فصاعدا ، ولا تكون من واحد إلا قليلا في أحرف معدودة ...» جامع البيان (٧ / ٥٠٨) وانظر : مدارج السالكين (٢ / ١٦٦).