وعمّا يذمّ (١) ، ولهذا قيل : هو اسم لأعم الفضائل ، وله ثلاث منازل : إمساك الجوارح الظاهرة عن الإقدام على ما يكره ، وإمساك / اللسان عن إظهار التألّم منه ، وإمساك القوى عن تحرّكها بالتألّم منه ، وهذه منزلة الصدّيقين (٢). والمصابرة ضربان :
مصابرة العدى ، وإليه ذهب الحسن ومجاهد في الآية (٣) ، ومصابرة قوى النفس في مدافعة الحرص والبخل والجبن وسائر الرذائل ، وهي عظماهما (٤) ، والمرابطة كذلك على ضربين : مرابطة في
__________________
(١) انظر : تهذيب اللغة (١٢ / ١٧٠) ، ومجمل اللغة ص (٤٢٢) ، والفروق ص (٢٢١) ، والمفردات ص (٤٧٤).
(٢) قال ابن القيم : «والصبر : حبس النفس عن الجزع والسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن التشويش» مدارج السالكين (٢ / ١٦٢) وهو بنحو ما ذكر الراغب. وانظر : عدة الصابرين ص (٢٧) وما بعدها ، في معنى الصبر لغة واشتقاق هذه اللفظة وتصريفها.
(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٥٠٢) عن الحسن وقتادة.
وابن أبي حاتم (٣ / ٨٤٨) عن الحسن وقال : وروي عن مقاتل بن حيان وقتادة نحو ذلك.
(٤) قال القرطبي في معنى المصابرة : «وقيل : إدامة مخالفة النفس عن شهواتها ، فهي تدعو وهو ينزع» الجامع لأحكام القرآن (٤ / ٣٢٣) ، وورد أن أبا هريرة رضي الله عنه فسرّ (وَصابِرُوا) بمصابرة النفس والهوى. انظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٢٠).