بعضهم : نبّه بقوله : (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) أن المرأة بعض من الرجل ، تنبيها على نقصانها وكماله (١) ، وأنّه نبّه صلىاللهعليهوسلم بقوله ذلك أنها مخلوقة خلقة معوجّة ، لا ينتفع بها إلا كذلك ، فلا يهمنّك تنقيتها ، وعلى ذلك قال صلىاللهعليهوسلم : «إن المرأة خلقت من ضلع ، وإنك إن أردت أن تقيمها كسرتها ، وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها» (٢) ، وبهذا النظر قيل : أخسّ صفات الرجل الشحّ والجبن ، وهما أشرف صفات المرأة (٣).
إن قيل : ما وجه عطف الأرحام على الله ، والتقوى في الحقيقة من الله ومن عذابه ، لا من الرحم ، وقد كان الوجه أن يقال :
__________________
ـ وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٢٠٦) إلى ما تقدم ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد. والحديث فيه النص على أن حوّاء خلقت من ضلع من أضلاع آدم.
(١) ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ١٦٣) ولم يشر إلى قائله.
(٢) رواه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب «خلق آدم وذريته» رقم (٣٣٣١). ورواه مسلم في كتاب الرضاع ، باب «الوصية بالنساء» رقم (١٤٦٨). ورواه الترمذي في كتاب الطلاق ، باب «ما جاء في مداراة النساء» رقم (١١٨٨) وقال الترمذي : حسن صحيح غريب من هذا الوجه وإسناده جيد. وأخرجه الحميدي رقم (١١٦٨) ، وأحمد في المسند (٢ / ٤٤٩) ، والدارمي في سننه رقم (٢٢٢٨) ، وابن حبان رقم (٤١٧٩) ، والبغوي رقم (٢٣٣٣).
(٣) الصحيح أن الشحّ والجبن صفتان مذمومتان سواء اتصف بهما الرجل أو المرأة ، وليس هناك دليل على تخصيص الرجل بذلك.