إن قيل : لم قال : «فيها» ولم يقل : منها. مع كون ذلك أظهر؟ قيل : قد ذكر بعضهم أن فيه تنبيها على ما قاله صلىاللهعليهوسلم : «ابتغوا في أموال اليتامى ، لا تأكلها الزكاة» (١) ، وأن المستحب أن يكون الإنفاق عليها من فضلاتها المكتسبة (٢) ، والقول المعروف متضمن للأمر بتأديبهم وإرشادهم ووعدهم الجميل ، الذي ذكره ابن جريج ، وقال : هو أن يقال له : إن رشدت مكنّاك من مالك (٣) ،
__________________
ـ عند الكسائي والفرّاء بمعنى قياما. وقال البصريون : قيم : جمع قيمة ، أي جعلها الله قيمة للأشياء. إعراب القرآن (١ / ٧٣٦ ، ٤٣٧) ، وقد نقل الأزهري كلام الفرّاء دون أن يعلق عليه. انظر : تهذيب اللغة (٩ / ٣٥٧).
وانظر : البحر المحيط (٣ / ١٧٨) ، وقال الراغب في المفردات ص (٦٩٠) : «والقيام والقوام اسم لما يقوم به الشيء ، أي يثبت كالعماد والسناد لما يعمد ويسند به». وانظر : العين (٥ / ٢٣٣) ، ومجاز القرآن (١ / ١١٧) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٢٠) ، وما قاله الراغب من أن القوام لا يكون إلّا اسما موافق لما في المراجع السابقة.
(١) رواه البيهقي في السنن (٤ / ١٠٧) ، كتاب الزكاة ، باب : من تجب عليه الصدقة. ورواه عبد الرزاق في المصنف (٤ / ٦٦) ، وضعفه الحافظ ابن حجر في «تلخيص الحبير» (٢ / ١٥٨) بالإرسال ، وكذا أعلّه البيهقي.
(٢) ذكر أبو حيان كلام الراغب في البحر المحيط (٣ / ١٧٨) ولم ينسبه إليه.
وانظر : الفتوحات الإلهية (١ / ٣٥٦).
(٣) هذا مروي عن ابن جريج ، ومجاهد ، وعطاء ، وابن زيد وهو قول الطبري.
انظر : جامع البيان (٧ / ٥٧٣) ، والنكت والعيون (١ / ٤٥٣) ، ومعالم