الوالدان بماله (١) ، وإلى هذا المعنى أشار الشاعر :
ما علم ذي ولد أيثكله |
|
أم الولد اليتيم؟ (٢) |
وهذا الذكر في الآية كالاستطراد ، والقصد به يجب أن يتحرّى في ماله الوجه الذي جعل له المال ، فلا يمنع ذا حقّ من حقّه ، شفقة على ورثته ، ولا يضعه في غير حقه تفاديا من انتقال ماله إلى ورثته ، بل يجب أن يتحرى القصد في ذلك ، فليس يدري عواقب الأمور ، وجملة ذلك أن في الآية حثّا على تفويض الأمر إلى الله ، والرضا بحكمه ، وقوله : (فَرِيضَةً مِنَ اللهِ)(٣) اسم موضوع موضع المصدر (٤) ، نحو قوله : (كِتاباً مُؤَجَّلاً)(٥) ، و (كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ)(٦) ، ومعناه قسمة مقدرة ، وقيل : معناه حتما
__________________
(١) ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ١٩٤) ونسبه لابن بحر. وذكره الرازي في التفسير الكبير (٩ / ١٧٧) ولم ينسبه.
(٢) البيت ليزيد بن الحكم ، وهو ضمن قصيدة يوصي بها ابنه كما في شرح حماسة أبي تمام للتبريزي. وقال التبريزي : القصيدة من بحر الكامل المرفّل والقافية متواترة. انظر : شرح الحماسة (٣ / ١٠٧).
(٣) سورة النساء ، الآية : ١١.
(٤) انظر : جامع البيان (٨ / ٥٠) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤٤٠) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ١٩٢) ، والتبيان (١ / ٣٣٥).
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٥.
(٦) سورة النساء ، الآية : ٢٤.