وجعل الناس قسمين : مقصرين في العمل غير تاركين للإيمان ، وهم الذين عناهم الله بقوله : (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) وتاركين للعمل والإيمان وهم المعنيون بقوله : (وَهُمْ كُفَّارٌ).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً)(١) الآية.
العضل : التضييق عليها بالمنع من التزويج (٢) ، وعضلت الدجاجة بيضها ، والمرأة بحملها ، والبقعة بأهلها ، وداء عضال منه (٣) ، ومعنى قوله : (أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) ما روي أن الرجل إذا مات في الجاهلية يرث امرأته ورثته : أخا كان أو ابنا من غيرها ، فإن شاء تزوجها بالصداق الأول ، وإن شاء زوّجها وأخذ مهرها (٤) ،
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ١٩ ونصّها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً).
(٢) انظر : جامع البيان (٨ / ١١٠) ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢ / ٣٠) ، والنكت والعيون (١ / ٤٦٦) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٨٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٤١).
(٣) انظر : العين (١ / ٢٧٨) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٣٠) ، ومجمل اللغة ص (٥٢٤) ، والمفردات ص (٥٧١) ، حيث قال الراغب : «وعضلت الدجاجة ببيضها والمرأة بولدها إذا تعسّر خروجهما .. وداء عضال : صعب البرء».
(٤) ورد هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه. رواه البخاري في صحيحه