تعرض لمصلحة ، قال : وذلك حثّ على مفارقتها حيث عدم موافقتها ، وإن كانت النفس تكره ذلك (١) ، وعلى هذا نبّه بقوله تعالى : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ)(٢).
قوله تعالى : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ)(٣) الآية. البهتان : الكذب الذي يبهت سامعه لفظاعته ، ويستعمل في الفعل استعمال الصدق والكذب (٤) ، ولذلك قال ابن عباس : بهتانا : ظلما كبيرا ، (وَإِثْماً مُبِيناً :) ذنبا ظاهرا (٥) ، بيّن أنه لا يجوز لكم
__________________
(١) ذكر أبو حيان هذا القول في البحر المحيط (٣ / ٢١٤) ونسبه للأصم. ثم قال : وهذا القول بعيد من سياق الآية.
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٣٠.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٢٠ ونصّها : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
(٤) قال أبو عبيدة : «بهتانا : ظلما» مجاز القرآن (١ / ١٢٠) ، وانظر : تفسير غريب القرآن ص (١٢٢) ، وقال الزجاج : «البهتان : الباطل الذي يتحير من بطلانه» معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٣١) ، وانظر : معاني القرآن للنحاس (٢ / ٤٨) ، وتهذيب اللغة للأزهري (٦ / ٢٤١) ، ومجمل اللغة ص (٨٦) ، والمفردات ص (١٤٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٢١٥).
(٥) الوارد عن ابن عباس في هذه الآية أنه قال : (بُهْتاناً) أي حراما. (وَإِثْماً مُبِيناً) أي ظلما بينا. ورد هذا في التفسير المنسوب لابن عباس المسمى : «تنوير المقباس من تفسير ابن عباس» ص (٨٨) وهذا التفسير لا يجوز الاحتجاج به لأنه مروي من طريق الكلبي عن أبي