أن رجلا كان عليه لامرأته من صداقها ألف دينار ، فوضعتها له ، فطلقها وتزوج غيرها ، فارتفعا إلى عبد الملك فقال : رد عليها. فقال : أليس الله يقول : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ)(١) ، فقال : اقرأ الآية الأخرى : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ)(٢) الآية.
قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ)(٣) الآية. يقال : أفضى إلى فلان أي وصل إلى فضاء منه أي سعة غير محظورة (٤) ، فمن الفقهاء من جعل ذلك عبارة عن الخلوة حصل معها المسيس أو لم يحصل (٥) ، ومنهم من جعله
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٤.
(٢) سورة النساء ، الآية : ٢٠.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٢١. ونص الآية : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً).
(٤) انظر : العين (٧ / ٦٤) ، حيث قال الخليل : «يقال أفضى فلان إلى فلان إذا وصل إليه ، وأصله أنه صار في فرجته وفضائه» وانظر : غريب القرآن للسجستاني ص (٥٤) ، وتهذيب اللغة (١٢ / ٧٦) ، وأحكام القرآن للجصاص (٢ / ١١١) ، والمفردات ص (٦٣٩) ، وأحكام القرآن لابن العربي (١ / ٣٦٧).
(٥) وهذا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب وأبي حنيفة والكلبي والفراء. انظر : معاني القرآن (١ / ٢٥٩) ، ومعاني القرآن للزجاج (٢ / ٣١) ، وأحكام القرآن للجصاص (٢ / ١١١) ، والنكت والعيون