هي المذكورة في قوله : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)(١) ، وكذلك الجنات هي الجنة التي عرضها السموات ، وإن ذلك أجرتهم بتلك الأفعال ، وهو مع أنه لم يتدبر التفصيل واختلاف المجازين والجزائين وأوصافها لم يتفكر في أن الفكرة إذا أعيد ذكرها تعاد معرفة ، وإلا كان الثاني غير الأول ، فلو كانت المغفرة والجنات هي التي تقدم ذكرها لقال المغفرة / والجنات.
قوله تعالى : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)(٢) الخلاء : المكان الذي لا ساتر فيه ، من بنية وغيرها ، وقد يقال للمكان الذي لا ساكن فيه ، وخليته تركته في خلاء (٣) ، ثم يقال لكل ترك : تخلية حتى قيل : ناقة خلية : مخلاة عن الحلب ، وامرأة خلية مخلاة عن الزوج ، وسميت السفينة المتروكة تمر بذاتها خلية ، وزمان خال (٤) أي ماض ، كأنه خلا عما كان فيه (٥) ، وأصل السّنّة من السنّ أي
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٣.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٧.
(٣) في القاموس : خلا المكان خلوّا وخلاء ، وأخلى واستخلى : فرغ. ومكان خلاء : ما فيه أحد. القاموس ص (١٦٥٢).
(٤) في الأصل : (خالي) والصواب المثبت ، لأنه منقوص مرفوع منون ، ولعلّ ما في الأصل من تحريف الناسخ.
(٥) انظر : تهذيب اللغة (٧ / ٥٦٨ ـ ٥٧٥) ، والصحاح (٦ / ١٣٣٠ ـ ١٣٣١) ،