السرائر (١) ، وقوله : (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) تنبيه على أمور منها : معنى ما قال تعالى : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً)(٢) ومنها ما دلّ عليه النبي صلىاللهعليهوسلم بقوله : «مولى القوم» (٣) ، ومنها أنهم كانوا يعيّرون بالهجنة (٤) ، فأراد أن يزيل هذا الاعتقاد عنهم (٥) ،
__________________
(١) قال الزجاج في معنى قوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ) «أي اعملوا على ظاهركم في الإيمان ، فإنكم متعبّدون بما ظهر من بعضكم لبعض». معاني القرآن (٢ / ٤٠) ، وانظر : المحرر الوجيز (٤ / ٨٤).
(٢) سورة النحل ، الآية : ٧٢.
(٣) هكذا في المخطوط وتمام الحديث : «مولى القوم من أنفسهم» رواه البخاري في كتاب الفرائض ، باب : «مولى القوم من أنفسهم» رقم (٦٧٦١). وأبو داود في كتاب الزكاة ، باب : «الصدقة على بني هاشم» رقم (١٦٥٠) ، والترمذي وقال : حسن صحيح في كتاب الزكاة ، باب : «ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلىاللهعليهوسلم وأهل بيته ومواليه» رقم (٦٥٧). والنسائي في كتاب الزكاة ، باب : مولى القوم منهم (٥ / ١٠٧). ورواه الطيالسي (٩٧٢) ، وابن أبي شيبة (٣ / ٢١٤) ، وابن خزيمة (٢٣٤٤) ، وابن حبان (٣٢٩٣) ، والحاكم (١ / ٤٠٤) ، والبغوي (١٦٠٧) ، والبيهقي (٧ / ٣٢).
(٤) الهجنة : أن يكون الأب عتيقا ، أي كريما ، والأم ليست كذلك ، فيصير الولد هجينا. انظر مختار الصحاح ص (٦٩١).
(٥) قال الزجاج : «كانوا يسمون ابن الأمة : الهجين ، فأعلم الله عزوجل أن أمر العبيد وغيرهم مستوفى الإيمان ..» معاني القرآن (٢ / ٤١). وانظر : أحكام القرآن لابن العربي (١ / ٣٩٦) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٨٤ ، ٨٥). ونقل النيسابوري اتفاق العلماء على بطلان نكاح الأمة بغير إذن سيدها. انظر : تفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٩٥).