حمل بعض الصوفية قوله صلىاللهعليهوسلم : «سافروا تغنموا» (١) على هذا.
قوله تعالى : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)(٢) جعل تعالى القرآن بيانا للعامة والخاصة ، فلهذا قال للناس لأنه ما من ذي فكرة استمع إليه إلا حصل منه بيان ما ، وجعله هدى وموعظة للمتقين خاصة (٣) ، وقد تقدم الكلام في تخصيصه هدى لهم في قوله : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(٤) ، فالفرق بين الهدى والموعظة : أن الهدى يقال باعتبار معرفة الشريعة وسلوك طرقها إلى ثواب الله تعالى ، والوعظ يقال باعتبار معرفة الثواب والعقاب (٥) ، إن
__________________
(١) رواه أحمد (٢ / ٣٠٠) ، والطبراني في الكبير (١١ / ٦٣) ، والخطيب في تاريخ بغداد (٧ / ١٠٣) بألفاظ متقاربة. وأشار إلى ضعفه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣ / ٢١٠) ، (٥ / ٣٢٤) ، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢ / ٨٣). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥ / ٢٨٥) في تفسير سورة العنكبوت ، الآية : ٥٦. وعزاه للطبراني والقضاعي والشيرازي في الألقاب والخطيب وابن النجار والبيهقي عن ابن عمر نحوه.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٨.
(٣) روى ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٢٣٢) بسنده عن قتادة ، قال : «هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وهو هذا القرآن ، جعله الله بيانا للناس عامة ، وهدى وموعظة للمتقين خصوصا».
(٤) سورة البقرة ، الآية : ٢. وانظر : تفسير الراغب المخطوط (ق ١٢).
(٥) قال العسكري : «والهدى : بيان طريق الرشد ، ليسلك دون طريق الغي».