فأنزل الله تعالى ذلك (١) ، وقوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ) قيل : إنها قالت : ليتنا لم يجعل ثوابنا في الآخرة على نصف ثواب الرجل ، كما جعل نصيبنا من الميراث (٢) ، فأنزل الله تعالى تنبيها على أن لا اعتبار في مجازاة الأعمال بالذكورية والأنوثية ، وقيل : هو تبيين لفضل الرجال كقوله : (وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ،) وقيل : هو تبيين أن الحسد لا يغني ، وأن الله لا يغير لحسد حاسد ، وقيل : هو حث على طلب منزلة المحسود بالعمل الصالح دون الحسد والتمني ، كما قال صلىاللهعليهوسلم : «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي» (٣) وقال محمد بن بحر : معناه ليس كل ما للميت واجبا / للورثة ، بل له نصيب يوصي به ، قال : وذلك نحو ما ذكر الله تعالى في قوله : (كُتِبَ
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٨ / ٢٦١ ـ ٢٦٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٣٥) ، والنكت والعيون (١ / ٤٧٧) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٢١) ، وأسباب النزول ص (١٥٠).
(٢) رواه الطبري في جامع البيان (٨ / ٢٦٢) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٩٣٥) ، وأحمد في المسند (٦ / ٣٢٢) ، والترمذي في كتاب التفسير ، باب «ومن سورة النساء» رقم (٣٠٢٢) ، وقال الترمذي : هذا حديث مرسل. ورواه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٥ ، ٣٠٦) وقال : هذا حديث على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد عن أم سلمة ، ووافقه الذهبي ، ورواه أبو يعلى (٦٩٥٩) ، والطبراني في الكبير (٢٣ / ٦٠٩) وهو في صحيح الترمذي للألباني رقم (٢٤١٩).
(٣) روي هذا من كلام الحسن البصري رحمهالله ، ولا يصحّ مرفوعا أخرجه الخطيب البغدادي في «اقتضاء العلم العمل» ص (٤٢ ، ٤٣) رقم (٥٦). والبيهقي في «شعب الإيمان» (١ / ٨٠) رقم (٦٦).