عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)(١) ، وبين بقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) أنه أعلم بما يستحق كل إنسان (٢) ، كقوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٣).
قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ)(٤) الآية. المولى من الولاء ، وهو تتابع الشيء من غير حائل (٥) ، وجعل المولى لمن تولى حفظ الشيء ، وتعورف في المعتق ، والمعتق ، وابن العم ، والحليف ، وولي الأمر (٦) ، والعصبة (٧) ، قال ابن عباس :
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٨٠.
(٢) انظر : جامع البيان (٨ / ٢٦٩) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٤٠٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٤٦).
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١٢٤.
(٤) سورة النساء ، الآية : ٣٣ ، ونصّها : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً).
(٥) قال ابن فارس : وواليت بين الشيئين ، أي : تابعت ولاء. وافعل هذه الأشياء على الولاء أي متابعة ، وكل ذلك يرجع إلى القرب. مجمل اللغة ص (٧٦٢).
(٦) قال السجستاني : «والمولى على ثمانية أوجه : المعتق ، والمعتق ، والوليّ ، والأولى بالشيء ، وابن العم ، والصهر ، والجار ، والحليف» غريب القرآن ص (٤١١) ، وانظر : المفردات ص (٨٨٥ ـ ٨٨٧) ، ولسان العرب (١٥ / ٤٠٨).
(٧) انظر : الأضداد للأصمعي ص (٢٤) ، ولابن السكّيت ص (١٨٠) ،