وقيل : أراد في الحال فإنهم الاعلون بالحجة ورجاء المغفرة ، إشارة إلى نحو قوله : (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ)(١) ومثله : (لا تَخَفْ / إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى)(٢) ، وسبب نزول ذلك ، قيل : هو أن النبي صلىاللهعليهوسلم أمر بطلب القوم بعد يوم أحد ، وقال : «لا يخرج معنا إلا من شهدنا بالأمس» ، فاشتد على المسلمين ، وقالوا : فينا جرحى ، فأنزل الله تعالى ذلك (٣) ، ونبّه بقوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أن من شرط
__________________
(١ / ٣٦٠) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١١٠) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٣٨) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢١٧) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٨٦).
(١) انظر : الكشاف (١ / ٤١٨) ، والتفسير الكبير (٩ / ١٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٦٤) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨١) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ٨٩).
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٠٤.
(٣) سورة طه ، الآية : ٦٨.
(٤) لم يذكر أحد من أهل التفسير والسير أن ذلك كان سببا لنزول هذه الآية ، والذي ذكره ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين وابن حجر في العجاب في سبب نزول هذه الآية عن الزهري ، قال : كثر في أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم القتل والجراح ، حتى خلص إلى كل امرئ منهم البأس ، فأنزل الله القرآن ، فآسى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما كانوا قبلهم من الأمم الماضية ، فقال : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا). انظر : جامع البيان (٧ / ٢٣٤) ، والعجاب (٢ / ٧٥٨). وهناك أقوال أخرى في سبب نزول هذه الآية ، لكنها أيضا