موالاتهم ، واستنصارهم ، وتستكفوا بولاية الله ونصرته ، وكفى به وليّا ونصيرا (١).
قوله تعالى : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)(٢) الآية. الليّ أصله الفتل فاستعير لصرف الإنسان عما يريده ، وصرف الكلام من وجه إلى وجه استعارة الجدل في الجدال ، ومنه ليّ الغريم ، ولواء الجيش لكونه / في الأصل خيطا ملويّا ، واللّوى : الملوىّ من الرمل ؛ لا يصنعه البشر (٣) ، وقوله (٤) : (بِأَلْسِنَتِهِمْ) أي جارحتهم أو كلامهم ، وكلاهما في الحقيقة واحد (وَطَعْناً فِي الدِّينِ) أي يطعنون بألسنتهم في الدين (٥) ،
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٨ / ٤٢٩) ، وبحر العلوم (١ / ٣٥٨) ، والمحرر الوجيز (٤ / ١٣٦ ، ١٣٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٧٢) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٨٠).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٤٦ ، ونصّها : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً).
(٣) انظر : معاني الليّ في : العين (٨ / ٣٦٤) ، وجامع البيان (٦ / ٥٣٥ ـ ٥٣٧) ، وغريب القرآن ص (٥٠٤) ، وتهذيب اللغة (١٥ / ٤٢٨) ، والمفردات ص (٧٥٢) ، واللسان (١٥ / ٢٦٢ ، ٢٦٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٧٥).
(٤) في الأصل : (وقولهم) والصواب ما أثبته.
(٥) قال أبو حيان : (وَطَعْناً فِي الدِّينِ) أي باللسان». البحر المحيط (٣ / ٢٧٥) ، وانظر : العين (٧ / ٢٥٦) ، والمفردات ص (٧٤٠).