ولذلك فسّر مرة بالصنم ، ومرّة بالشيطان ، ومرّة بالسحر ، ومرّة بكل معظّم من دون الله (١) ، وإنما ذكرهم بإيتاء نصيب من الكتاب تقبيحا لفعلهم (٢) ، فمن جحد الحقّ مع معرفته به فهو أقبح فعلا وأعظم مأثما ، وعنى بالذين كفروا مشركي العرب ، حيث زعموا أنهم أهدى سبيلا من المسلمين (٣) ، ومعنى قوله : (لِلَّذِينَ) أي لأجلهم وفيهم ،
__________________
ـ أو صنما ، أو كائنا ما كان من شيء». جامع البيان (٥ / ٤١٩). وانظر : المفردات ص (٥٢٠ ـ ٥٢١).
(١) انظر : أقوال المفسرين في معنى الجبت والطاغوت في : جامع البيان (٨ / ٤٦١ ـ ٤٦٥) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٧٤ ـ ٩٧٦) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٥) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٣٤ ، ٢٣٥) ، وزاد المسير (٢ / ١٠٧ ، ١٠٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٨٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤٨٥ ، ٤٨٦). وانظر في معناه لغة : تفسير غريب القرآن ص (١٢٨) ، وغريب القرآن للسجستاني ص (١٨١) و (٣١٦) ، وتهذيب اللغة (١١ / ٧).
(٢) قال أبو حيان : «فكونهم أوتوا نصيبا من الكتاب يقتضي لهم ألا يقعوا فيما وقعوا فيه ...» البحر المحيط (٣ / ٢٨٣).
(٣) وذلك أن كعب بن الأشرف لما قدم مكة ، قالت له قريش : أنت حبر أهل المدينة وسيدهم؟ قال : نعم. قالوا : ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ، ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية؟ قال : أنتم خير منه ، فأنزلت هذه الآية. انظر : جامع البيان (٨ / ٤٦٦ ، ٤٦٧) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٧٣ ، ٩٧٤) ، والوسيط (٢ / ٦٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٤٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٨٣ ، ٢٨٤).