ولهذا قال : هؤلاء ولم يقل : أنتم ، وباقي الآية مفهوم.
قوله تعالى : (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً)(١) النقير : النقطة في ظهر النواة (٢) ، وقيل : حبة فيها (٣) ، وقيل :
ما نقر بالأصبع من الحصى (٤) ، وكيفما كان فذلك كالفتيل والقطمير فيما يضرب به المثل في الشيء الحقير (٥) ، وإذن متى تقدّمه حرف عطف فقد يترك إعماله (٦) ، نحو قوله : (وَإِذاً لا
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٥٣.
(٢) وهذا مروي عن ابن عباس والسدّي وعطاء بن أبي رباح والضحاك ، وأبي مالك ، انظر : جامع البيان (٨ / ٤٧٢ ـ ٤٧٤) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٩٧٧) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٦) ، وزاد المسير (٢ / ١٠٩) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٨٦). قال : وهو قول ابن عباس والأكثرين.
(٣) وهو مروي عن مجاهد والضحاك بن مزاحم. انظر : جامع البيان (٨ / ٤٧٤) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٦) ، وزاد المسير (٢ / ١٠٩).
(٤) وهو مروي عن ابن عباس أيضا وأبي العالية. انظر : جامع البيان (٨ / ٤٧٥) ، والنكت والعيون (١ / ٤٩٦) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٣٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٢٤٩ ، ٢٥٠).
(٥) قال النسفي : وهو مثل في القلّة كالفتيل. وانظر في معنى النقير : مجاز القرآن (١ / ١٣٠) ، وتفسير غريب القرآن ص (٧٩) ، وفي مجمع الأمثال (٢ / ٢٨٢) ، «يقال : ما ظننته نقيرا ولا فتيلا ...» أي «ما ظننته شيئا».
(٦) انظر : كتاب سيبويه (٣ / ١٢ ـ ١٥) ، ومعاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٧٣) ،