وكذلك الجد ، ولهذا قيل : «لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» (١) أي الحظوظ الدنيوية غير نافعة في القيامة (٢) ، نحو : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ)(٣) ، وقوله : (وَلِيَعْلَمَ اللهُ) قيل ليعرف ، ولهذا تعدى إلى مفعول واحد ، وقيل : إن مفعوله الثاني محذوف (٤) ومتى قيل في الله : إنه علم كذا أو لم يعلمه ، فليس القصد إلى إثبات علمه أو نفيه ، وإنما القصد إلى إثبات ذلك الشيء أو نفيه ، وإذا استعمل في غيره
__________________
ـ فسرّ الدائرة بالدولة ، وقال : «والدوائر قد تدور ، وهي الدولة ، والدوائل تدول ...» مجاز القرآن (١ / ١٦٩).
(١) جزء من حديث طويل رواه البخاري ـ كتاب الأذان ـ باب «الذكر بعد الصلاة» رقم (٨٤٤). ورواه أيضا في ـ كتاب القدر ـ باب «لا مانع لما أعطى» رقم (٦٦١٥). ورواه مسلم ـ كتاب المساجد ومواضع الصلاة ـ باب «استحباب الذكر بعد الصلاة» رقم (٥٩٣). ورواه أبو داود ـ كتاب الصلاة ـ باب «ما يقوله إذا سلّم» رقم (١٥٠٥). والترمذي في كتاب ـ الصلاة ـ باب «ما يقول إذا سلّم من الصلاة» رقم (٢٩٩) وقال : حسن صحيح. والنسائي في الصلاة ، باب «نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة» (٣ / ٧٠) ، وأبو يعلى في المسند رقم (٨٨٢ ، ١١٣٧).
(٢) انظر : العين (٦ / ٧) ، والزاهر (١ / ١٨ ـ ٢٤) ، والمفردات ص (٨٨) ، والنهاية (١ / ٢٤٤).
(٣) سورة الشعراء ، الآية : ٨٨.
(٤) تقديره كما في البحر المحيط (٣ / ٦٨): «مميزين بالإيمان عن غيرهم».
وانظر : التبيان في إعراب القرآن (١ / ٢٩٥) ، والدر المصون (٣ / ٤٠٦).