خلال أشياء منفصلة عنه ، والمحص في إبرازه عن أشياء متصلة به (١). قال الخليل : التمحيص : التخليص عن العبث ، يقال : محّص عنا ذنوبنا (٢) ، والمحق هو إبطال الشيء حالا فحالا (٣) ،
__________________
(١) يؤيد تفريق المؤلف هذا أنهم قالوا : المطر يفحص الحصا ، إذا نحّى بعضها عن بعض ، وهذا لأن الحصا ينفصل بعضها عن بعض. وقالوا : محصته محصا إذا خلّصته من كل عيب. والتمحص : التطهير من الذنوب ، والذنوب والعيوب تتصل بصاحبها اتصال الصفات بموصوفها. انظر : تهذيب اللغة (٤ / ٢٥٩ ، ٢٧١) ، والمقاييس (٥ / ٣٠٠) ، والمفردات ص (٧٦١).
(٢) الذي في العين (٣ / ١٢٧): «التمحيص : التطهير من الذنوب». وقال الزجاج في معاني القرآن (١ / ٤٧٢): «وقرأت عليه ـ يعني المبرد ـ أيضا عن الخليل : المحص : التخليص. يقال : «محصت الشيء ، أمحصه محصا إذا خلصته». ولعل المؤلف تصرّف في هذه العبارة. وانظر : معاني القرآن للنحاس (١ / ٤٨٣) ، وغريب القرآن للسجستاني ص (٥٣٠) ، وتهذيب اللغة (٤ / ٢٧١).
(٣) قال ابن الأثير : «المحق : النقص والمحو والإبطال». النهاية (٤ / ٣٠٣) ، والمفردات ص (٧٦١) ، والبحر المحيط (٣ / ٦٩) ، والقاموس ص (١١٩١) ، ولم أجد من ذكر قبل المؤلف أن المحق : إبطال الشيء حالا فحالا ، بل المعنى الذي ذكروه يدور على النقصان والذهاب والهلاك والحرق ، بدون التقييد بالتدرج. ولعل المؤلف أخذ معنى التدرج من الليالي المحاق في آخر الشهر على قول من قال إنها «ليلة خمس وست وسبع وعشرين ؛ لأن القمر يطلع في آخرها ، ثم يأتي الصبح فيمحق ضوء القمر» تهذيب اللغة (٤ / ٨٣) ، ولا يخفى أن ذهاب ضوء القمر حينئذ مندرج. هذا وقد تبع أبو حيان في البحر (٣ / ٦٩) المؤلف في تفسيره للمحق.