وقد قرئ ويعلم الصّبرين بالجزم (١) ، والفرق بين العطف والنصب على الصرف هو أنه إذا كان عطفا يراد حصول الفعلين مجتمعين كانا أو مفترقين ، وإذا نصب فالمراد حصول الفعلين معا ، ونفيهما معا ، على ذلك قول الشاعر (٢) :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله (٣) |
|
... |
معناه لا تجمع بين الأمرين معا ، ويحتمل أن يكون (وَيَعْلَمَ)
__________________
ـ الجمع. انظر : معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١ / ٤٧٢) ، والوسيط (١ / ٤٩٨) ، والتبيان في إعراب القرآن (١ / ٢٩٥) ، والبحر المحيط (٣ / ٧٢) ، والدر المصون (٣ / ٤١١).
(١) قال ابن جرير : «وقد روي عن الحسن أنه كان يقرأ (ويعلم الصابرين) فيكسر الميم من «يعلم» لأنه كان ينوي جزمها على العطف به بعد قوله : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ). جامع البيان (٧ / ٢٤٧). وانظر : معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١ / ٤٧٢) ، وإعراب القراءات الشواذ (١ / ٣٤٧) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٤٥) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٢٠).
(٢) البيت مختلف في نسبته ، فقد نسبه إلى الأخطل ، ونسبه الأعلم إلى أبي الأسود الدؤلي ، ويروى للمتوكل الليثي ، ويروى لسابق البربري ولحسان. انظر : ديوان أبي الأسود ، تحقيق الدجيلي (٢٣٢ ـ ٢٣٣) وتحقيق آل ياسين (١٥٦) وقال البغدادي : «والصحيح أنه لأبي الأسود» الخزانة (٣ / ٦١٧).
(٣) انظر : الكتاب (٣ / ٤٢) ، والمقتضب (٢ / ١٦) ، والأصول لابن السراج (٢ / ١٦٠) ، وجمل الزجاجي (١٩٩) ، وحروف المعاني للزجاجي (٣٨) ، والصاحبي ص (١٥٦).