أن قوما سألوا النبي صلىاللهعليهوسلم أن يأذن لهم أن يأتوا المشركين في رحالهم ويقاتلوهم ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «لم (١) أؤمر بذلك» (٢). والموت عبارة عن الحرب (٣) ، كقول الشاعر :
إذا استنزلوا عنهن للطعن أرقلوا |
|
إلى الموت إرقال الجمال المصاعب (٤) |
وأراد أنكم تمنيتم الحرب فلم (٥) تحيّرتم؟ والنظر يكنى به عن التحيّر (٦) ، نحو :
__________________
(١) في الأصل : لو. والتصويب من جامع البيان.
(٢) هذا الأثر ورد في سبب نزول قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ ...) الآية. [النساء : ٧٧].
رواه الطبري في جامع البيان (٨ / ٥٤٩ ، ٥٥٠). وانظر : أسباب النزول للنيسابوري ص (١٦٦ ، ١٦٧) ، والعجاب (٢ / ٩١٧ ، ٩١٨).
(٣) قال أبو السعود : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) أي تتمنون الحرب ، فإنها من مبادي الموت. إرشاد العقل السليم (٢ / ٩٢).
(٤) البيت للنابغة الذبياني. انظر : ديوان النابغة الذبياني ص (٤٤) ، والأغاني (١١ / ١٨) ، ومجمع البلاغة ص (٤٣٦).
(٥) في الأصل : (فلما) ، والصواب ما أثبته.
(٦) قال الراغب : ويستعمل النظر في التحير في الأمور ، نحو قوله : (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) [البقرة : ٥٥]. وقال : (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ