يحصل له ثواب الآخرة ، وأنّ من أراد الآخرة حصلت له الدنيا والآخرة معا (١) ، وعلى هذا قال صلىاللهعليهوسلم : «من كانت همّته للدنيا شتت الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له ؛ ومن كانت همّته الآخرة جمع الله شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة» (٢) وهذا المعنى الذي اقتضاه الخبر ذكره ابن
__________________
ـ خصّه بوصف الحسن ، وتلك المزية دوامها وتمامها وثمارها ، وأنها لا يشوبها ما ينافيها ، ويوقع آفة فيها. لطائف الإشارات (١ / ٢٩٦). وانظر : تفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٧٤) ، والبحر المحيط (٣ / ٨٢) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨٤) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ٩٧).
(١) قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها ...) [آل عمران : ١٤٥] ، قال : «أي من كان عمله للدنيا فقط ناله منها ما قدّره الله له ، ولم يكن له في الآخرة من نصيب ، ومن قصد بعمله الدار الآخرة أعطاه الله منها وما قسم له في الدنيا ...» تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٨٧).
(٢) رواه الترمذي في كتاب ـ صفة القيامة ـ رقم (٢٤٦٥) ، ورواه ابن ماجه في كتاب ـ الزهد ـ باب «الهم بالدنيا» رقم (٤١٠٥) وقال البوصيري في الزوائد (٣ / ٢٧١) : إسناده صحيح. ورواه أحمد في المسند (٥ / ١٨٣) والطبراني في الأوسط رقم (٥٩٨٧ ، ٨٨٧٧) ، وابن عدي في الكامل (٣ / ٩٦٦) ، والبغوي في شرح السنة رقم (٤١٤٢). والحديث أورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (٩٤٩ ، ٩٥٠).