الرومي (١) في قوله :
وتاجر الأجر لا يزال له |
|
أمران في كل متجر تجره |
أجر وحمد وإنّما قصد ال |
|
أجر ولكن كلاهما اعتوره (٢) |
وسئل سفيان بن عيينة (٣) : هل يعطى المسلم ثواب عمله في الدنيا؟ فقال : نعم ، وتلا هذه الآية ، وقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(٤). وقوله في قصة يوسف : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ...)(٥) الآية ، ثم
__________________
(١) أبو الحسن علي بن العباس بن جريج ابن الرومي مولى آل منصور ، شاعر زمانه مع البحتري ، له النظم العجيب والتوليد الغريب ، كان رأسا في الهجاء والمديح ، ولد سنة ٢٢١ ه ، ومات مسموما سنة ٢٨٣ ه. انظر : الفهرست ص (٢٧١) ، وتاريخ بغداد (١٢ / ٢٣ ـ ٢٦) «، وسير أعلام النبلاء (١٣ / ٤٩٥).
(٢) انظر : ديوان ابن الرومي (٣ / ٩٤٢) والبيتان في «الذريعة» للراغب ص (٤١٥) ، ونسبهما لابن الرومي أيضا. ومعنى اعتوره : تداوله. انظر القاموس ص (٥٧٤).
(٣) هو أبو محمد سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي ، ثم المكي ، ثقة حافظ فقيه إمام حجة ، إلا أنه تغيّر حفظه بآخره ، وكان ربما دلّس (ط ٢) لكن عن الثقات ، محدث الحرم المكي ، له كتاب في التفسير وكتاب الجامع في الحديث ، ولد بالكوفة سنة ١٠٧ ه ، وتوفي بمكة في رجب سنة ١٩٨ ه. انظر : تقريب التهذيب ص (٢٤٥) ، وتهذيب التهذيب (٤ / ١١٧).
(٤) سورة العنكبوت ، الآية : ٢٧.
(٥) سورة يوسف ، الآية : ٥٦. وتمامها : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).