من صدقه. قال صلىاللهعليهوسلم : «نصرت بالرّعب» (١) ، وتصديق ذلك قد شوهد ، فقد كان الصناديد يقصدونه عليهالسلام لمكاوحته (٢) أو الاغتيال عليه ، فما كانوا إلا أن يمكّنوا أبصارهم منه فيذّلوا ، ولمشاهدة الحالة قال فيه الشاعر :
لو لم تكن فيه آيات مبينة |
|
كانت بداهته تغنيك عن خبر (٣) |
وهذا أحد دلائل للنبوات التي يعتمدها من عرف الحقائق ، وليس هذا الرعب للنبي صلىاللهعليهوسلم فقط ، بل لأحزابه والمقتدين به ، حتى نرى من رجح عقله وحسن في قمع الشهوة حاله مهيبا.
وجعل جهنم مثوى مذموما بالإضافة إلى الطباع ، واعتبارها بكراهتها لها (٤) ، ...
__________________
(١) جزء من حديث رواه البخاري ، كتاب ـ التيمم ـ باب قول الله تعالى : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا) رقم (٣٣٥). ورواه مسلم في كتاب ـ المساجد ومواضع الصلاة ـ رقم (٥٢١). ورواه النسائي كتاب ـ الجهاد ـ باب «وجوب الجهاد» (٦ / ٣).
(٢) قال الفيروز آبادي : كاوحه : شاتمه وجاهره ، وتكاوحا : تمارسا في الشر بينهما. القاموس ص (٣٠٥).
(٣) البيت لعبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، انظر : ديوانه (١٦٠) ، وبصائر ذوي التمييز (٣ / ٤٨٧) ، والإصابة (٤ / ٧٥).
(٤) قال أبو حيان : «بالغ في ذم مثواهم ، والمخصوص بالذم محذوف ، أي وبئس مثوى الظالمين النار ، وجعل النار مأواهم ومثواهم ...» البحر