والإثابة تقال في المحبوب دون المكروه؟! قيل : قد قال بعضهم : إن ذلك يستعمل في المكروه على أحد وجهين : إمّا لأن الثواب في الأصل ما يرجع إلى الإنسان من ثمرة فعله خيرا كان أو شرّا ، ولكن تعورف في الخير ، فإذا استعمل في المكروه فعلى اعتبار الأصل (١). والثاني : أن ذلك على الاستعارة ، وضرب من التهكّم في كلامهم (٢) ، كقوله :
... |
|
تحية بينهم ضرب وجيع (٣) |
__________________
ـ والسدي. وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٧٩٠) عن الحسن ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٥٣ ، ١٥٤) إلى من تقدم وزاد نسبته إلى عبد بن حميد. وانظر : النكت والعيون (١ / ٤٢٩) حيث زاد نسبته للربيع ، وزاد المسير (١ / ٤٧٧).
(١) قال الفراء : الإثابة ههنا في معنى عقاب ... وقد يقول الرجل الذي قد اجترم إليك : لئن أتيتني لأثيبنك ثوابك. معناه : لأعاقبنك. معاني القرآن (١ / ٢٣٩). وانظر : جامع البيان (٧ / ٣٠٤). وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٦٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٩٠).
(٢) قال الرازي : «.. فإن حملنا لفظ الثواب ههنا على أصل اللغة استقام الكلام ، وإن حملناه على مقتضى العرف كان ذلك واردا على سبيل التهكم ، كما يقال : تحيتك الضرب ، وعتابك السيف ...» التفسير الكبير (٩ / ٣٤) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٢٠) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٦٦ ، ٢٦٧) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٢) ، والدر المصون (٣ / ٤٤٢) ، وروح المعاني (٤ / ٩٢).
(٣) هذا عجز بيت لعمرو بن معدي كرب ، وتمامه : ـ