إنّ ما يحدث في الجسد ، لا يكون وليد الصدفة ، إنّما هو نتيجة علاقة غامضة وغير منظورة بين شقاء الإنسان في الحياة وبين الألم أو المرض المزمن ، وهذه العلاقة إنّما هي تفاعلات تتمّ داخل الجسد.
قد يعبّر المرض أو الألم عن نفسه بحرارة أو حرقة ، إذا شعرت بوخز في الصدر فهذا ألم ... وفي حالة استسلامية من الإنسان لما يحس به ، يتحوّل هذا الوخز إلى إحساس بالحرارة تملأ الوجه ومنه إلى كل الجسد ، ويتبعها ثقل في الجفنين واضطراب بالبصر.
هل هذا الإنسان في طريقه إلى المرض؟
هل معنى ذلك ، القلق والخوف والاستسلام؟
إنّ الإصغاء الواعي للجسد ، يمكّن الإنسان من اكتشاف المواضع التي هي هدف الألم ، إنّ هموم الإنسان وإجهاده البدني ومتاعب الحياة والأمراض ، إنّما تنشّط وتؤثّر في المناطق الضعيفة من الجسد.
إنّ للجسد لغة يتكلمها ، لا تسمعها الأذن ، إنما تتنادى بها الأحاسيس ، والإنسان رهن أحاسيسه ، والأحاسيس هي المنظّم المثالي للجسم ، إنّ الإحساس بوعكة ما ، هي إشارة من النفس التعبة أو الجسد ، أو من كليهما ، يرسلها الجسد بلغته الخاصّة ، وتخفيفها والقضاء عليها يكون بالإنصات لها والتفاعل الإيجابي معها ...
قد يكون هناك سبب واحد لعدّة أمراض ، إنّ احتجاز فضلات الطعام في الأمعاء مع مواد سامّة أخرى تولد (اليوريا ، الحامض البولي ، الكوليسترول ، الأمونياك ، الفوسفات في الدم).
إنّ ظهور الحامض البولي وسموم أخرى مشابهة ، يسبق آلام وأمراض لاحقة أخرى ، هناك أنواع معيّنة من الجراثيم المعوية ، إذا توقفت عن أداء عملها وقعت أخطار جسدية.
إنّ آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل الشديدة والمزعجة ، تنتج عن انقباض