خلاصة البحث مع رأي المصنف «قدسسره»
يتلخص البحث في أمور :
١ ـ بيان ما هو محل الكلام في المقام هي الأمور غير القارة التي لا تجتمع أجزاؤها في الوجود في زمان واحد.
وفي جريان الاستصحاب فيها إشكال ؛ لأن الجزء الأول المتيقن قد زال يقينا ، والجزء الثاني مشكوك الحدوث ، فلا شك في بقاء ما هو المتيقن سابقا حتى يجري فيه الاستصحاب.
ثم الأمور غير القارة على ثلاثة أقسام :
الأول : هو الزمان كالليل والنهار ونحوهما.
الثاني : الزماني الذي لا استقرار لوجوده بل يتجدد شيئا فشيئا على التدريج ؛ كالتكلم والكتابة والمشي ونبع الماء وسيلان الدم ونحو ذلك.
الثالث : المستقر الذي يؤخذ الزمان قيدا له كالصوم المقيد بشهر رمضان المبارك ، والجلوس المقيد بيوم الخميس. وهذا التقسيم الثلاثي هو مختار الشيخ الأنصاري «قدسسره». وأما المصنف : فجعل الأمور غير القارة على قسمين وهما : الزمان والزماني.
٢ ـ قد أجاب صاحب الكفاية عن إشكال جريان الاستصحاب في الأمور غير القارة بوجهين :
الوجه الأول : أن الأمور غير القارة هي عين التجدد والانقضاء والخروج من القوة إلى الفعل ، فالزمان عبارة عن سلسلة الآنات المتعاقبة على نهج الاتصال ، وكذا الحال في الزماني ، فإن وجود كل جزء من الكلام يتوقف على انعدام جزئه السابق ، ووجود كل شيء بحسبه ، فالتجددات المتصلة بالاتصال التعاقبي موجود واحد وبقاء آخر الجزء بقاء للأمر التدريجي.
وعليه : فيجري فيه الاستصحاب كما يجري الاستصحاب في الأمور القارة ؛ إذ مدار حجية الاستصحاب على صدق نقض اليقين بالشك عرفا ، ولما كان الأمر التدريجي واحدا بنظرهم ؛ بحيث يعدّ أوّله حدوثا وما بعده بقاء كالأمر القار ؛ فلا محالة يجري الاستصحاب ، فالوجود التدريجي لا يمنع عن جريان الاستصحاب. هذا تمام الكلام في الوجه الأول.
٣ ـ وأما الوجه الثاني : أن التدرج في الوجود مانع عن جريان الاستصحاب في