وفى روايات هذه الطائفة ما لايخلو من مناقشة أيضا من قبيل قوله : « فانه لا عذر لاحد من موالينا فى التشكيك فيما روى عنا ثقاتنا ، قد عرفوا بأننا نفاوضهم بسرنا ، ونحمله اياهم اليهم » (١) فان عنوان ثقاتنا أخص من عنوان الثقات ، ولعله يتناول خصوص الاشخاص المعتمدين شخصيا للامام والمؤتمنين من قبله ، فلا يدل على الحجية فى نطاق أوسع من ذلك.
وفى رايات هذه الطائفة ما لا مناقشة فى دلالتها ، من قبيل ما رواه محمد بن عيسى : « قال : قلت لأبى الحسن الرضا : جعلت فداك انى لا أكاد أصل اليك لأسألك عن كل ما احتاج اليه من معالم دينى ، أفيونس بن عبدالرحمن ثقةة خذ عنه ما احتاج اليه من معالم دينى؟ فقال : « نعم » (٢) ولما كان المرتكز فى ذهن الراوى أن مناط التحويل هو الوثاقة ، وأقره الامام على ذلك ، دل الحديث على حجية خبر الثقة.
غير ان عدد الروايات التامة دلالة على هذا المنوال لا يبلغ مستوى التواتر ، لأنه عدد محدود. نعم قد تبذل عنايات فى تجميع ملاحظات توجب الاطمئنان الشخصى بصدور بعض هذه الروايات لمزايا فى رجال سندها ونحوها ذلك.
والطريق الاخر لاثبات السنة هو السيرة وذلك بتقريبين :
الأول : الاستدلال بسيرة المتشرعة من أصحاب الأئمة على العمل باخبار الثقات ، وقد تقدم فى الحلقة السابقة (٣) بيان الطريق لا ثبات هذه السيرة ، كما تقدم كيفية استكشاف الدليل الشرعى عن طريق
ـــــــــــــــ
(١) نفس المصدرح ٣ وفيه : إياه ، بدل إياهم.
(٢) نفس المصدرح ٢٤.
(٣) راجع : ج ١ ص ٢٨٩.