الوجوب الغيرى هل يشمل كل تلك الاقسام أو لا؟ ونذكر فيما يلى أهم تلك التقسيمات :
التقسيم الأول : تقسيم المقدمة الى داخلية وخارجية ، ويراد بالداخلية جزء الواجب ، وبالخارجية ما توقف عليه الواجب من أشياء سوى أجزائه.
وقد وقع البحث بينهم فى أن الوجوب الغيرى هل يعم المقدمات الداخلية ، أو يختص بالمقدمات الخارجية؟ فقد يقال : بالتعميم ، لأن ملاكه التوقف ، والواجب كما يتوقف على المقدمة الخارجية ، يتوقف أيضا على وجود جزئه ، إذ لا يوجد مركب إلاإذا وجدت أجزاؤه.
ويقال : فى مقابل ذلك بالاختصاص ونفى الوجوب الغيرى عن الجزء ، إما لعدم المقتضى له ، أو لوجود المانع. بيان عدم المقتضى أن يقال : إن التوقف والمقدمية يستبطن المغايرة بين المتوقف والمتوقف عليه ، لاستحالة توقف الشىء على نفسه ، والجزء ليس مغايرا للمركب فى الوجود الخارجى ، فلا معنى لاتصافه بالوجوب الغيرى. وبيان المانع بعد افتراض المقتضى أن يقال : إن الجزء متصف بالوجوب النفسى الضمنى ، فلو اتصف بالوجوب الغيرى ، لزم اجتماع المثلين.
فان قيل : يمكن ان يتفرض تأكدهما وتوحدهما من خلال ذلك فى وجوب واحد ، فلا يلزم محذور ، كان الجواب : ان التأكد والتوحد هنا مستحيل ، لان الوجوب الغيرى اذا كان معلولا للوجوب النفسى كما يقال فيستحيل ان يتحد معه وجودا ، لاستحالة الوحدة بين العلة والمعلول فى الوجود.
التقسيم الثانى : تقسيم المقدمة إلى مقدمة واجب ومقدمة وجوب.