مخالفين فكيف أصنع؟. فقال عليه السلام : إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينط واترك ما خالف الاحتياط. فقلت : انهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف اصنع؟ .. فقال عليه السلام : إذن فتخير أحدهما فتأخذ به وتدع الاخر (١).
وفى هذه المرفوعة ذكرت مرجحات وهى على التريب الشهرة ثم صفات الراوى ثم المخالفة للعامة ثم الموافقة للاحتياط ومع التكافؤ فى كل ذلك حكمت بالتخيير.
وقد يعترض على الترجيح بالشهرة هنا بنفس ما تقدم فى المقبولة من كونها بمعنى استفاضة الرواية وتواترها ، ولكن هذا الاعتراض غير وجيه هنا ، لأن المرفوعة بعد افتراض شهرة الروايتين معا تنتقل إلى الترجيح بالاوثقية ونحوها من صفات الراوى وذلك لا يناسب الروايتين القطعيتين. ولكن المرفوعة ساقطة سندا بالارسال فلا يمكن التعويل عليها.
وهكذا نعرف ان المستخلص مما تقدم ثبوت المرجحين المذكورين فى الرواية الاولى من روايات الترجيح وفى حالة عدم توفرهما نرجع إلى مقتضى القاعدة.
بقى علينا أن نشير فى ختام روايات العلاج الى عدة نقاط :
الاولى : ان العاملين بالمجموعة الاولى المستدل بها على التخيير اختلفوا فيما بينهم فى ان التخيير هل هو تخيير فى المسألة الاصولية أى فى الحجية أو فى المسألة الفقهية أى فى الجرى عملا على وفق أحدهما؟
ــــــــــــــــ
(١) جامع احاديث الشيعة : باب ٦ من ابواب المقدمات ح ٢ج ١ ص ٢٥٥.