السابقة (١) ، من انها بمعنى ايجاد الربط الكلامى.
المرحلة الثانية : ان تكثر النوع الواحد من النسبة ، كنسبة الظرفية مثلا لا يعقل إلا مع فرض تغاير الطرفين ذاتا ، كما فى نسبة النار الى الموقد ، ونسبة الكتاب الى الرف ، أو موطنا ، كما فى نسبة الظروف بين النار والموقد فى الخارج وفى ذهن المتكلم وفى ذهن السامع.
وكلما تكثرت النسبة على احد هذين النحوين ، استحال انتزاع جامع ذاتى حقيقى بينها ، وذلك إذا عرفنا ما يلى :
أولا : إن الجامع الذاتى الحقيقى ما تحفظ فيه المقومات الذاتية للافراد ، خلافا للجامع العرضى الذى لا يستبطن تلك المقومات. ومثال الأول : الانسان بالنسبة الى زيد وخالد. ومثال الثانى : الابيض بالنسبة اليهما.
ثانيا : ان انتزاع الجامع يكون بحفظ جهة مشتركة بين الافراد مع الغاء ما به الامتياز.
ثالثا : إن ما به امتياز النسب الظرفية المذكورة بعضها على بعض انما هو اطرافها ، وكل نسبة متقومة ذاتا بطرفيها ، أى انها فى مرتبة ذاتها لا يمكن تعقلها بصوة ر مستقلة عن طرفيها ، والا لم تكن نسبة وربطا فى هذه المرتبة.
وعلى هذا الأساس نعرف ان انتزاع الجامع بين النسب الظرفية مثلا ، يتوقف على إلغاء ما به الامتياز بينها ، وهو الطرفان لكل نسبة ، ولما كان طرفا كل نسبة مقومين لها ، فما يحفظ من حيثية بعد الغاء الاطراف
ـــــــــــــــ
(١) راجع : ج ١ ص ٢٢٠.