٨ ـ وضعّفه المجلسي رحمهالله في الوجيزة (١).
والمستفاد من هذه الكلمات أنّ ضعف السياري من المسلّمات ، لكن المحدّث النوري رحمهالله دافع عن الرجل في خاتمة المستدرك بوجهين :
أحدهما : نقل رواياته في الكافي.
والثاني : أنّ منشأ هذه التضعيفات إنّما هو ابن الغضائري الذي أمر فيه بأخذ توثيقاته وردّ تضعيفاته لأنّه كان شديد الأخذ في الرجال يضعّف الرجل بأدنى شيء.
ويردّ على الأوّل : بأنّا نعلم بورود روايات ضعيفة في الكافي لم يعمل أحد من العلماء بها.
وأمّا الوجه الثاني فيرد عليه : أنّه دعوى بلا دليل لأنّه لم يعتمد أحد من هؤلاء في كلماته على ابن الغضائري ، نعم يشبه كلامه كلام النجاشي في قوله : « إنّه قال بالتناسخ » أي توجد نسبة الرجل إلى القول بالتناسخ في كلّ من رجال النجاشي ورجال ابن الغضائري ، ولكنّه لا دليل على اعتماد النجاشي عليه ، وإن كان هو ( ابن الغضائري ) من مشايخه ، ولو سلّم اعتماده عليه لكنّه لا يحتمل ذلك بالنسبة إلى الشيخ الطوسي الذي لم يكن هو ( ابن الغضائري ) من مشايخه قطعاً ، وبالنسبة إلى الكشّي أيضاً الذي يروي الرّواية عن الجواد عليهالسلام في حقّه.
ولقد أجاد المحقّق المامقاني رحمهالله بعد نقل كلمات علماء الرجال في الرجل حيث قال ما نصّه : « وبالجملة فضعف الرجل من المسلّمات والعجب كلّ العجب من الشيخ الماهر المحدّث النوري رحمهالله حيث إنّه رام في خاتمة المستدرك إثبات وثاقة الرجل والاعتماد على كتابه بإكثار الكليني رحمهالله والثقة الجليل محمّد بن العبّاس بن ماهيا الرّواية عنه ... إلى أن قال : ووجه التعجّب من هذا النحرير أنّه رفع اليد عن تصريحات من سمعت بنقل هؤلاء رواياته الذي هو فعل مجمل وجعل الإصغاء إلى التنصيصات المذكورة ممّا لا ينبغي ، وهو كما ترى ، إذ كيف يقابل القول الصريح بعدم الاعتماد عليه بالفعل الظاهر سيّما مع تأيّد أقوالهم بما سمعته من مولانا الجواد عليهالسلام الظاهر في دعواه النيابة عنه من غير أصل؟ » (٢).
__________________
(١) تنقيح المقال : ج ١ ، ص ٨٧ ، نقلاً من الوجيزة.
(٢) تنقيح المقال : ج ١ ، ص ٨٧.