وقال بعضهم : هو من يعترف بالولاية ، ويتوقف على البراءة ويرده كثير من الاخبار الواردة في تفسيره ، فإنها صريحة في أن المراد به من لا يعرف الحق ولا يعاند فيه.
وأما من يعترف بالولاية ويتوقف عن البراءة ، فهو مخلط عدو ، كما دلت عليه صحيحة الجعفي السابقة.
حيث قال قلت لأبي جعفر عليهالسلام : رجل يحب أمير المؤمنين عليهالسلام ولا يتبرأ من عدوه ويقول : هو أحب الي ممن خالفه ، قال : هذا مخلط وهو عدو (١).
ويظهر من بعض الاخبار أنه الذي يكون مخالفا للحق ولا يعادي أهل الحق من الشيعة ، والناصب هو المعادي لهم وان لم يكن يظهر العداوة لأهل البيت عليهمالسلام.
وفي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : المستضعفون الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، قال : لا يستطيعون حيلة الى الايمان ولا يكفرون ، كالصبيان وأشباه عقول الصبيان من الرجال والنساء (٢).
وفي صحيحة عمر بن أبان ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المستضعفين ، فقال : هم أهل الولاية ، فقلت : أي ولاية؟ فقال : أما أنها ليست بالولاية في الدين ولكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين وليسوا بالكفار ، وهم المرجون لأمر الله عزوجل (٣).
ويظهر من بعض الاخبار إطلاقه على ضعفاء العقول من الشيعة صريحا ، والقول
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٨٠.
(٢) معاني الأخبار ص ٢٠١ ، ح ٤. أصول الكافي ٢ / ٤٠٤ ، ح ٢.
(٣) معاني الأخبار ص ٢٠٢ ، ح ٨. أصول الكافي ٢ / ٤٠٥ ، ح ٥.